رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن المهندس عثمان أحمد عثمان وزير الإسكان الأسبق يرحمه الله
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن المهندس عثمان أحمد عثمان وزير الإسكان الأسبق يرحمه الله
بقلم / المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
المهندس عثمان أحمد عثمان ______________________
رجل الأعمال
ووزير الإسكان الأسبق ______________________
ولد عثمان أحمد عثمان في عام 1917، بمدينة الإسماعيلية وتوفي سنة 1999 ينتمي لعائلة فقيرة، ازدادت حالتها سوءا بعد وفاة والده عام 1920. عندما بلغ عثمان عامه الثالث تخلى شقيقه الأكبر محمد عن تعليمه واتجه للعمل لتوفير دخل ثابت للعائلة. كثيرا ما عمل عثمان في طفولته لتوفير دخل إضافي للعائلة. وبعد الانتهاء من فترة الثانوية، التحق عثمان بكلية الهندسة جامعة القاهرة وتخصص في قسم الهندسة المدنية. لم تختلف حالته الاقتصادية كثيرا في تلك الفترة عن طفولته فلم يكن يمتلك أي مال لتحمل رسوم الجامعة ولا لدفع إيجار السكن.
لكن لم تطل هاتين المشكلتان كثيرا فحصل على منحة دراسية من الجامعة وعاش مع أخته الكبرى، وتنقل بدراجة جمعها بنفسه.
تخرج عثمان من الجامعة في عام 1940 حاصلا على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية.
عاد عثمان إلى مدينة الإسماعيلية ليعمل مع عمه، مقاول أمي، لكنه خبير، لمدة 18 شهرا.
وبرغم تلك الظروف الصعبة حلم عثمان ببناء شركة مقاولات كبيرة وناجحة. في ذلك الوقت، كانت كل الشركات في الشرق الأوسط شركات أجنبيه.
أعلن عثمان تأسيسه شركته وأسماها عثمان أحمد عثمان، للهندسة والمقاولات، والتي تم تغيير اسمها فيما بعد إلى المقاولون العرب.
بلغ رأس مال شركته عند بدايته 180 جنيها مصريا كونهم من عمله مع عمه. كان عثمان هو مالك الشركة والعامل الوحيد بها، بدأ عمله بمشاريع صغيرة مختلفة من غرفه صغيره بمكتبه، تنوعت تلك المشاريع ما بين بناء متاجر صغيرة، جراجات وصيانة المباني وما إلى ذلك.
اعتمد عثمان على ثلاث محاور لإنجاح شركته وهي العمل الجاد، ذكائه ومهاراته التنظيمية. توسعت الشركة سريعا لتنافس الشركات الأجنبية في المشاريع الأكبر. كانت أول مشاريع كبيرة له هي إنشاء مدرسة للفتيات ومسرح قبل أن ينقل اهتمامه للمشاريع بالقاهرة. وفي خمسينات القرن الماضي، سافر عثمان إلى المملكة العربية السعودية. شهدت المملكة في تلك الفترة طفرة هائلة في قطاع البناء بسبب الثروة النفطية مثلها مثل باقي منطقة الخليج العربي. استطاع عثمان استغلال ذلك الحدث لصالحه جيدا، فخلال فترة قصيرة من الوقت بدأ بتنفيذ مشاريع بملايين الدولارات في كل من الكويت، ليبيا، العراق والإمارات العربية المتحدة مكونا بذلك ثروة كبيرة. صرح عثمان أنه وجد زمام السيطرة في أغلب الدول العربية في يد احتكارات وتكتلات الشركات الأجنبية.
في عام 1956، عاد عثمان إلى مصر تزامنا مع ثورة جمال عبد الناصر حيث حصل على عقد قيمته 48 مليون دولار لمشروع بناء سد أسوان. بالرغم من اختلاف سياسة عبدالناصر الاشتراكية مع سياسة عثمان الرأسمالية إلا أن الإثنين تعاونا لمحاربه في تحقيق إستراتيجية عبدالناصر في مواجهة الكيان الصهيوني التي تطلبت بناء المخابئ، المطارات، صوامع الصواريخ وما إلى ذلك.
لم يستمر هذا التعاون كثيرا فمع حلول عام 1961، أعلن عبدالناصر تأميم شركة المقاولون العرب، كان أمام عثمان الذي كان خارج البلاد في ذلك الوقت خيارين إثنين إما أن يظل بالخارج مستمرا في جمع ثروته أو أن يعود إلى مصر وهو الأمر الذي اختاره قائلا أنه يشعر بالمسئولية تجاه بلده وموظفيه.
في أول حديث إعلامي له بعد عودته إلى مصر تعهد بأن الشركة ستواصل العمل بنفس الكفاءة بغض النظر عمن يمتلكها. اعتمد عثمان نظام حوافز الأجور داخل شركته، الأمر الغير قانوني لأي شركة قطاع عام، لكن بعد نجاحه في مشروع سد أسوان سمح ناصر لمجلس عثمان بمواصلة إدارتهم للشركة وأصدر قانونا يسمح لشركات القطاع العام بتحديد الأجور والحوافز للعاملين بها بشرط أن تكون قد قامت بجزء كبير من أعمالها في الخارج.
وفي عصر السادات بالرغم من صدمة البلاد لوفاة ناصر عام 1970، إلا أن عثمان رحب كثيرا بتولي السادات صديقه القديم الحُكم. فمع عدم رضا عثمان لسياسات ناصر القمعية ورؤيته أن الشعب قد دفع الكثير نتيجة القمع الداخلي والاحتلالات الأجنبية.
في حرب أكتوبر 1973، ظهر دور شركة المقاولون العرب التي بنت العبارات التي حملت القوات المصرية
سياسا، اُعتُبر عثمان مؤيدا قويا للسادات، الذي غير نظام مصر الاقتصادي من الاشتراكي إلى الرأسمالية مرحبا بمبادئ السوق الحر وسياسات التجارة الحرة، معلنا دعمه الكامل لكل الطرق التي تسمح للقطاع الخاص بالازدهار. كما أنكر أجندة عبدالناصر الاشتراكية واصفا إياها بأنها وسيلة لكسب تأييد الجماهير . رحم الله المهندس عثمان أحمد عثمان واسكنه فسيح جناته
٠